في رؤية تكاد تكون أو على ما يتبين أنها بيروقراطية.
دعوة حزب النهج الديمقراطي العمالي للماركسيين أو اليساريين عامة للانخراط في ذات الحزب كضرورة تاريخية بل وفرصة للتغيير بمبادئ ثورية حسب ما يزعم المكتب السياسي للنهج، ففي تحليل آخر، تكاد الدعوة لا تكون مراعية للواقع الرافض لما ينشده كل ماركسي بالمغرب خاصة، وإن كانت الماركسية اليوم أكثر حاجة للطبقة العاملة العربية لتوحيد الجهود والقوى بكل تنظيماتها تحت لواء اقتصاد مستقل ووطن مستقل إرادة ومسؤولية.
كيف لا يراعي بيان النهج الواقع؟
لا يراعيه حينما يكتفي بالموروث الماركسي بالمغرب، تحديدا “إلى الأمام” التي يرى الحزب أنه امتداد لها، وهذا جيد إن كان الحزب مغنيات وممارسا واعيا بخطورة الفكر وشبه استحالة تنفيذ مقتضياته في طبيعة كما المغرب، وهذا ما يجعل الحزب مقيد بسلط متعددة، أهمها الأمن الفوقي، والثقافي، والديني..
فالأفكار أو المبادئ الماركسية لم تأتي إلا لمحاربة الناس وليس لتحقيق العدالة لهم (رؤية فاشلة). بعيدا عن هذا العقم الإديولوجي ليس هناك من يلبي الدعوة، وهذا للغياب الإديولوجية اليسارية، ويرجع لرجعية الفكر العربي وفهمه المسبق لكل فعل وحركة أو وحدة في أي شأن(يمتد هذا الفهم إلى الماورائيات وكل المجردات).
وإن شئنا العمل على تكوين أداة ديمقراطية تدافع عن كل البروليتاريا، بل و تنظمهم و تكسوهم وتصفي لهم هواء المعامل والمصانع وترشح لهم مياه المجاري الروسية الممتدة من الشرق الهندي إلى الرباط حيث جاء البيان، ستكون هاته الأداة في بحيرة حمضية بها حياة المدينة الفارغة..
مما يحسب للنهج قبوله وتبنيه مبدأ النقاش والحوار الرفاقي البناء، هذا قد يحمل المعنيين وزرا ولو نسبياً، كونها قد تكون فعلا الممر المؤدي لحركة واعية تمارس واجبها اتجاه نحو التحرر الوطني والتقدم الكمي والكيفي في الحياة السياسية والإنسانية، كفعل وليس شعارا يتغنى به القادة والقاعدة إن تواجد أحدهما.
وانطلاقا من تناول البيان المساهمة في بناء الأممية الماركسية، وهذا حسب نص البيان، فليست بالبدء هناك أممية ماركسية إنما أممية الطبقية العاملة، (البروليتاريا). تتبنا الماركسية كمشروع إديولوجي تاريخي، ومرجع لتحليل الصراع وتغييره..
ومن هذه الأممية بإمكاننا جميعا اليوم كماركسيين عرب أينما كنا، الزعم بأن لا أداة سياسية حقيقية تمثل الماركسيين والطبقة العاملة، فكرا وممارسة، مشروعا وهمة ثورية. ما بإمكاننا قوله بموضوعية أن الموجود والقادر على الإشعار بذاته في الصراع الطبقي والجدل الذاتي، هو البؤس.