أعلن جلالة الملك محمد السادس عبر بلاغ في الديوان الملكي يوم 5 أكتوبر 2023 عن نجاح الملف الثلاثي للمغرب، إسبانيا، والبرتغال في الفوز بحق تنظيم كأس العالم 2030. هذا الإعلان الكبير جاء بعد سلسلة من المفاوضات والتحضيرات الدقيقة التي استمرت لعدة سنوات. سيتم تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير على ثلاث قارات مختلفة، وهو ما يمثل تحدي جديدًا لكرة القدم العالمية.

قد يثير هذا الخبر السؤال حول كيف نجح هذا الملف الثلاثي في كسب منافسة شديدة لتنظيم هذا الحدث الكبير. وفي الواقع، جمع هذا الملف بين عناصر متعددة جعلته يبرز بين المتنافسين. من بين هذه العناصر:

التعاون الإقليمي: قدمت المغرب وإسبانيا والبرتغال ملفًا متكاملًا يعكس التعاون الإقليمي القوي بين هذه البلدان. هذا التعاون ليس فقط في مجال تنظيم البطولة بل أيضًا في البنية التحتية، ووسائل النقل، والسياحة، والأمن.

الخبرة في الاستضافة: المغرب لديه تاريخ طويل في استضافة البطولات الرياضية الكبرى، وقد نظم بنجاح كأس العالم للأندية عام 2013-2014-2022 وأيضا نجح في الفوز باستضافة كأس إفريقيا2025 حيث ستكون بروفة إعدادية لمونديال 2030. إسبانيا والبرتغال من جهتهما استضافوا بالفعل كأس العالم في 1982 و2004 على التوالي، مما يعني وجود خبرة غنية في هذا المجال.

دعم الجماهير: يتميز ملف الثلاثي بدعم قوي من قبل الجماهير في البلدان الثلاثة، وهذا يعتبر عاملًا مهمًا لجذب الاهتمام العالمي وضمان نجاح البطولة.

من جانبها، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تكريم قارة أمريكا الجنوبية بمناسبة مرور 100 عام على أول نسخة لكأس العالم التي نظمت في الأورغواي عام 1930. بإقامة المباريات الأولى لكل من منتخب البارغواي -الأرجنتين والأورغواي في بلدانهم فيما تتم إقامة باقي المباريات في دول الملف الثلاثي. هذا القرار يشكل فرصة لإعادة إحياء تاريخ البطولة والاحتفال بتراث كأس العالم.

ونجح المغرب في كسب هذا الملف بعد 5 محاولات سابقة أبرزها كأس العالم 2010 والتي فازت بتنظيمها جنوب إفريقيا ودورة كأس العالم 2026 التي تقرر إقامتها في كل من أمريكا-كندا والمكسيك هذا الفوز يعني الكثير للشعب المغربي ويمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد والتنمية الاجتماعية في البلاد.

يمكن لتنظيم كأس العالم 2030 على ثلاث قارات أن يساهم في تعزيز العلاقات بين الدول المشاركة في الملف الثلاثي ويمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد والبنية التحتية في المغرب وإسبانيا والبرتغال. إن تنظيم حدث رياضي عالمي بهذا الحجم يشكل تحديًا كبيرًا وفرصة للبلدان المضيفة لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية وجذب الاستثمارات والزوار.

بهذا الإعلان، يستعد العالم بفارغ الصبر لاستقبال أحداث كأس العالم 2030 والاستمتاع بأفضل ما تقدمه كرة القدم العالمية على أراضي مختلفة وتحت أضواء ملاعب متعددة. هذا الحدث سيبقى في ذاكرة الجماهير لسنوات عديدة ويعكس الروح الرياضية والتعاون الدولي.