في ندوة تم بها قراءة ومناقشة الأوراق الحزبية المعروضة للمؤتمر الخامس للإشتراكي الموحد بالرباط، ظلت جملت قالها الرفيق أحمد الخمسي ضمن مداخلته، قد يكون من منحها قيمتها الأخلاقية قلة تكاد لا تعرف. فالمراد حسب تأويلي هو السياسي أو النقابي الذي يحتاجه الناس فهو يساري، لما لديه على الأقل من طهارة يحفظها التاريخ له والواقع.
إن جملة من يدخل اليسار هو إنسان ابن خلق وكرامة ترد بحد وجودها النقيض السياسي (الانتهازي ) وتفتح لكثيرين فرصا قد تبعث الروح اليسارية بعد شتات وتمزق طويل.
إن في عالم السياسة، تظل الأخلاقيات محورًا أساسيًا يجب أن يُعتنى به كشرط لسلامة المعنى المؤسس للسياسة. فتعامل السياسة في نفسها يمتد ولا يحد في ذاتها، هي داخل القضايا المتأصل تأثيرها في الجماهير والمجتمع جميعا، وبالتالي يُمثل الالتزام بالأخلاقيات ركيزة أساسية للعمل الحزبي وغيره من الأنشطة السياسية التي لا مسار لها بعيدا عن الواقع.
في هذا السياق، تشمل الأخلاقيات في السياسة تطبيق مجموعة من القيم والمبادئ التوجيهية التي تتضمن النزاهة، والشفافية، واحترام حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية. الذي يباشر معناه نحو كل الطبقات السياسية المكلفة.
إن الأخلاق في تطبيقها ليست بالفكرة الماورائية أو الكاملة بمثالية، بل ترفضها تحديات الضغوط المالية، والمصالح الشخصية، وصراع السلطة، وتضارب المصالح. إن مواجهة هذه التحديات والالتزام بالأخلاقيات يلعبان دورًا حاسمًا في تشكيل السياسة والمجتمع بشكل عام.