لا زال مأساة الهجرة تحصد مزيدا من الأرواح بعد أن تم العثور على ثلاثة شباب في مقتبل العمر، لا تتجاوز أعمارهم 22 سنة ينحدرون من مدينة تطوان على سواحل مدينة الحسيمة بعدما كانوا يحاولون العبور إلى إسبانيا طمعا في الفردوس الأوربي. وقد رمت بهم الأمواج إلى شواطئ المدينة بعد معاناة استمرت لمدة تقدر بأسبوعين. للأسف، فقد أسفرت هذه المحاولة الخطيرة عن وفاة أحد الشباب(عبد النور )، فيما عثر على الشابين الآخرين (أسامة و أشرف ) في حالة خطيرة ومازالوا يتلقون العلاج الى حد الان في مستشفى مدينة الحسيمة. فيما تناقلت أخبار أخري في فقدان أكثر من 50 مرشا للهجرة ينحدرون من العطاوية قبالة شواطئ اكادير، وتفيد المصادر أن قرابة 12 يوما بعد انقطاع الأخبار عنهم.
وبعد هذه الحوادث المأساوية التي نسمع عنها يوميا تنهب أرواح شبابنا واخرون من دول جنوب الصحراء، فإنه بات من الضروري على الحكومة المغربية والاتخاد الأوروبي اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص العمل للشباب. بحيث يجب على المسؤولين في ادول الجنوب المتضرر ودول الشمال المستقبل للهجرة الاستثمار في التعليم والتدريب المهني، وتوفير الدعم والمساعدة للفئات الأكثر ضعفًا. كما ينبغي تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان
تعتبر هذه الحوادث تذكيرا مريرا بالمخاطر التي يتعرض لها الشباب خلال رحلات الهجرة غير الشرعية يجب أن نواجه هذه المشكلة بجدية ونعمل على تعزيز التوعية بين الشباب حول تلك المخاطر والبدائل الآمنة المتاحة.
من خلال الجمع بين جهود تعزيز التوعية وتحسين الظروف المعيشية، يمكننا الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية وحماية حياة شبابنا و إن الوقوف معا لمواجهة هذه التحديات المعقدة هو واجب إنساني ومسؤولية اجتماعية