خلال الأسبوع الثالث من يونيه الحالي (2023)، اختارت أسبوعية الحياة الاقتصادية (la vieeco)، زعيمة حزب ووزير ومدرب، لتفاضل فيما بينهم،
لدينا بين طاقم التحرير في هذه الجريدة المحترمة أصدقاء، عرفانهم بنبلهم، ودماثة أخلاقهم. تذكر اسمهم فتستحضر الرزانة والبعد عن العبث.
لكن عنوان أحد الأركان المبثوثة كل أسبوع، انزلق عن سكة الرزانة نحو الزئبقية والمجازفة المتناقضة بين ظاهرية الرأي الجريء وباطنية الصور النمطية والأحكام الجاهزة من جانب (خوفا أو طمعا) بل والتهم الجاهزة من جانب ثانٍ (استهتارا وولعا).
ليس ضمن النظام السياسي المغلق باب خلفي لقول الحقيقة. خصوصا عندما تكرس عزلا مؤشرا عليه من طرف دهاقنة السلطة لتفرح بتهمة في حق زعيمة حزب يساري، قد لا تتفق معها، لكنها ليست من الذين يزاوجون المفارقة بين السر والعلن في القول. إن الشتم المؤدب وراء قناع طيرمومتر الأسبوع لسيدة محترمة بين الطبقة السياسية، يمس بسمعة صحافة موصوفة بالاحترام. فوصف خطاب نبيلة بالقديم في منصة مشتركة مع وزير الداخلية والناخب الوطني وصف بئيس. لا يستقيم منطقه. قد يكون الحكم القيمي تجاه نبيلة منيب في منصة أخرى مع “منافسين” آخرين حكما معقولا ولو أنه قد لا يكون مقبولا، لكن ملء الركن الزئبقي الأسبوع بما يسقط سهوا في آخر لحظة بقدر غير كافٍ من الذكاء وحتى اللباقة، ولا حتى الظرفية.
بحيث سيشعر حتى من لم يتفق يوما مع عبد الوافي لفتيت في سياسته، لا مقارنة بين قانون يهم الاقتصادي الجهوي والذي ملأ فراغا تشريعيا بصدد 100 ألف مقاول شاب، وبين نتيجة ماتش حصلت مؤسفة مع منتخب الرأس الأخضر في نفس الأسبوع.
ليس محل وليد الركراكي للمقارنة مع لفتيت ولا مع نبيلة منيب. ولا لفتيت مع وليد الركراكي ونبيلة منيب. ولا نبيلة منيب مع عبد الوافي لفتيت ووليد الركراكي.
لصاحب الزئبق أن يصب ماءه في طاحونة من يحصد في بيدره ما يزرع في حقل وليد الركراكي، لكن عليه أن يترك أهل اليسار وأهل الشمال الأوسط في اعتبار ملائم.
اختيار الثلاثة للمقارنة فيما بينهم، والحق يقال أن لا يمكن، المفاضلة بين الأشخاص الثلاثة قط.
يعني أن زئبق جريدة “الحياة الاقتصادية” فقد البوصلة في هذا الأسبوع.