-جمال المشيشي-
إن العالم باقتصاده الآن يتجه نحو الهاوية، دون أن يكون هناك مسار منحرف يمكن أن ينقدنا من السقوط الحر. فقد سقطت من قبل الأنظمة الاشتراكية القائمة على ملكية الدولة لجميع وسائل الإنتاج، ومن أهم أسباب فشل هذه الأنظمة، هو عدم كفاءة المشاريع المنجزة وتحولها إلى مشاريع خاسرة يتم إبقاؤها صامدة من خلال تمويل خسارتها من المال العام، تهربا من أزمة البطالة التي جعلت أيضا الأنظمة الاشتراكية تغرق نفسها بسياسة التوظيف العام رغم أن هذه الوظائف غير ربحية، حتى أصبح أغلب المواطنين يشغلون وظائف لا فائدة منها وبدون مردودية اقتصادية.
أما بالنسبة لنظام الرأسمالي فهو نظام لافت للاهتمام، وهذا تعبير لوزير مالية اليونان سابقا يانيس فاروفاكيس حيث يضيف قائلا في حوار مصور إن الرأسمالية من واجهة مشرقة تنتج ثروة هائلة ومدهشة وتقدم لنا أيضا التكنولوجيات الرائعة التي يمكن من خلالها صنع المزيد من الثروة لكن من الناحية الأخرى فهذا النظام يخلق لنا أشكالا مهولة من الفساد والفقر والإذلال. وبهذا فالرأسمالية خلقت الفقر والآيفون في نفس الوقت.
فهل من المعقول الفقر والبطالة والعمل عبادة لغالبية سكان الأرض و في نفس الوقت تكديس الثروات ل1 فالمائة الماسكة بعجلة القيادة.
و من ثمَّ فلا يمكن للنظام الحالي أن يعبر بنا إلى عالم مستدام يوفر لجميع سكان الأرض إمكانات العيش والمعرفة وكذا الإبداع بمؤهلات حرة. لذلك لا بد من إيجاد طريقة لإعادة توزيع الثروات.