-ناصر ابن العربي–

شهدت المباراة التي أقيمت بين منتخب المغرب لأقل من 17 سنة ونظيره الجزائري في ملعب قسنطينة في الجزائر منافسة قوية بين اللاعبين من الفريقين، بعد أن سعوا جاهدين لإظهار أفضل ما لديهم، وما تميزت اللقاء بشكل كبير بروح رياضية عالية.

وفي نهاية المباراة حيث انتهت بفوز المنتخب المغربي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ظهرت المعانقات الحارة والإحتفالات الجماعية بين اللاعبين، وكان من الملاحظ بشكل كبير أن المجموعة كانت مرنّمة وممتنة للأداء المذهل لكل لاعب.

ويعتبر هذا السلوك الرياضي بحد ذاته مؤشرًا على روح الفريق العالية، حيث إن اللاعبين الذين يمتلكون الروح الرياضية العالية يشكلون فريقًا قويًا وقادرًا على الفوز في المباريات، وأكثر من ذلك، إن روحهم الرياضية العالية تعتبر محفزًا إضافيًا لزملائهم الذين لم يشاركوا في المباراة.

ومن الجدير بالذكر أن المعانقات تعبر عن الشعور بالفخر والإنجاز، وتعزز التعاون والتكافل وتزداد الرابطة بين جميع أعضاء الفريق. إذاً، يعد روح الرياضة العالية والعناق الحار مؤشرًا بارزًا على قوة الفريق وتعاونه، والجميع يتمنى أن يستمر هذا النوع من الثقافة الرياضية في جميع المجالات الرياضية.

بعد انتهاء توقيت المبارة بالرغم من وجود رابح ومنهزم إلا أن الجو الإيجابي الذي ساد بين لاعبي الفريقين الذي تميز بالاحترام المتبادل والعناق الحار شجع على رفع معنويات اللاعبين الذين استثمروا الروح الرياضية العالية في تكسير ما أفسدته السياسة والسياسيين.

بشكل عام، الرياضة والسياسة هما مجالان مختلفان وللأسف يتم تحويل الرياضة أحيانًا إلى وسيلة للتحرش السياسي والتلاعب بالأحداث في الأحيان الأخرى. ومع ذلك، إذا استخدمت الرياضة بصورة صحيحة ومنظمة، فإنها يمكن أن تحقق تأثيرًا إيجابيًا على أفراد المجتمع وأيضاً المساهمة في تحسين الصورة الدولية.

يمكن أن تساعد الرياضة على تطوير المهارات الاجتماعية والبدنية للأفراد، وتحسين الصحة العامة وتقليل نسبة السمنة والأمراض ذات الصلة. كما أنها يمكن أن تكون وسيلة لتحقيق التواصل والتفاهم فيما بين شعوب مختلفة وترسيخ قيم العدل والمساواة والاندماج في المجتمع.

لذا، يمكن القول إن الرياضة تصلح لتحقيق أهداف إيجابية إذا تم استخدامها بصورة صحيحة وبعيدًا عن التدخل السياسي المخرب والمؤذي